التنصير والدعوة إلى الإسلام نقيضان، هل من الواجب على البلدان الإسلامية أن تسمح بالتنصير، نظير سماح البلدان الغربية بالدعوة إلى الإسلام؟ وهل حقًّا تترك الدول الغربية الحرية للدعوة إلى الإسلام؟ وهل تسمح لهم بمنبر إعلامي للدعوة؟ وما حقيقة التنصير؟ وهل يُكْرِه الإسلام الناس على اعتناقه؟ وهل المسيحية دين تصوف مُسالِم حقًّا؟ وما العلاقة بين الغرب والإسلام؟ هل هما في حالة سِلْم وتسامح؟ أم في حالة حرب؟
بما أن الإسلام دين ودولة؛ فإن حكومات الدول الإسلامية لا يمكن أن تكون محايدة إزاء هذا الإسلام؛ لأنه مُقَوِّمٌ من مقوِّمات الاجتماع والسياسة والتشريع والنظام، ومن ثم فإن زعزعته هي زعزعة لمقوِّم من مقوِّمات المجتمع ونظامه، وليس هذا حال الدين في المجتمعات العلمانية، وخاصة في ظل النصرانية، التي تدع ما لقيصر لقيصر، وما لله لله.
إن الإخلاص لدين الإسلام - ومن ثَمّ حمايته -، لا يقلان مكانةً في الدول الإسلامية عن الولاء للوطن، والإخلاص له وحمايته. ولقد رأينا دولا - غير إسلامية -، اتخذت لنفسها فلسفة أو فكرة تقوم عليها، كالفكرة الماركسية، ثمَّ قامت بحماية هذه الفكرة، والولاء لها؛ واعتبرت التعرض لهذه الفكرة هو تعرض للدولة القائمة عليها. إذًا فهما قضيتان متشابكتان تمامًا، إسقاط أحدهما، هدمٌ للأخرى؛ فالحال يختلف تمامًا بين ذلك المجتمع والمجتمع العلماني، الذي يجعل الدين مجرد فكرة، أو ترفًا ثقافيًّا أو روحيًّا، هدمه لايؤثر على بنيان هذه الدولة العلمانية، التي تدّعي الحياد تجاه هذه القضايا.
مع ضعف إمكانات الحماية الفكرية في البلاد الإسلامية المستضعفة؛ فقد رصدت (النشرة الدولية لبحوث الإرسالات النصرانية ) سنة 1991 م، ما لدى إرساليات التنصير الأمريكية – وحدها - من إمكانات؛ فإذا هي (جيش) فيه: 120 ألف مؤسسة تنصيرية، و 99 ألف معهد لتأهيل المنصِّرين وتدريبهم، وحوالي 4 مليون منصّرًا رسميًا محترفًا، وما يقرب من 25 ألف مجلة إعلامية، ولديها إمكانات مادية أخرى ضخمة قد رصدتها النشرة؛ فقد بلغت ميزانية هذا الجيش التنصيري 163 مليار دولار؛ حيث تُستَغَل هذه الميزانية في المتاجرة باحتياجات البشر؛ فربما نصَّرَتْ شخصًا لقاء كسرة خبز، أو كوب لبن، أو ربما لقاء خدمة طبية علاجية لمن لا يتيسر له الحصول عليها. كذلك تُستَغَل قضايا الهجرة إلى الغرب؛ فمن وقع عليه بصرها من الشباب المهاجرين هجرة غير شرعية، خيّرته بين الترحيل لبلاده، أو الانضمام لكنيسة وإعلان تنصره، مقابل توفيرها وظيفة له بالإضافة إلى الحياة المترفة.
اكمل قراءة الملخص كاملاً علي التطبيق الان
ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة
هذه الخطة لتثقيف نفسك و بناء معرفتك أُعدت بعناية حسب اهتماماتك في مجالات المعرفة المختلفة و تتطور مع تطور مستواك, بعد ذلك ستخوض اختبارات فيما قرأت لتحديد مستواك الثقافي الحالي و التأكد من تقدم مستواك المعرفي مع الوقت
حمل التطبيق الان، و زد ثقتك في نفسك، و امتلك معرفة حقيقية تكسبك قدرة علي النقاش و الحوار بقراءة اكثر من ٤٣٠ ملخص لاهم الكتب العربية الان